بالتوازي مع المظاهرات أمام السفارة المصرية المغلقة في تل أبيب والتي نظمها "إخوان عرب 48" برعاية وترتيب وتنسيق صهيوني، سقط 145 شهيداً فلسطينياً، وأكثر من ألف جريح في غضون 48 ساعة يومي أمس الأول الخميس وأمس الجمعة، والغالبية العظمي هم من الباحثين وطالبي المساعدات، من مواقع إسقاط الطائرات، او من مراكز المساعدات الامريكية والإسرائيلية المزعومة.
يأتي هذا القتل الممنهج من العدو المحتل وبسلاح ودعم امريكي واضح لا ينكره عاقل، فيما اختار (إخوان عرب 48) وحاملي الجنسية "القذرة" السفارة المصرية، وإعلانهم أنها ضد مصر، في تأكيد أنهم اختاروا المكان والهدف الخطأ، وترك العدو الرئيسي يواصل ذبح أهل غزة العزل، بينما المتظاهرون يبرئون العدو الأول ومن خلفهم كثيرون.
أقل ما يمكن وصفه أن هؤلاء يندرجون إما تحت الأغبياء، أو الخونة لقضية الشعب الفلسطيني، بل أكثر من ذلك من يضفون الشرعية على حرب الإبادة، والتطهير العرقي لسكان غزة، وبهذا أيضاً فإن "إخوان عرب 48"، يعلنون دعمهم بكل وضوح لكل الجرائم الصهيونية.
هل سأل هؤلاء أنفسهم، عن من قتل أكثر من 60 ألف شهيد فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، على مدى نحو 22 شهراً، وإصابة ما يقارب 165 ألف فلسطيني، وآلاف المفقودين تحت الأنقاض، نظرا لصعوبة الوصول إليهم.
ألم يدرك هؤلاء الحمقى أن جيش الاحتلال هو من يقتل ما يقارب 150 فلسطينياً يومياً ويصيب حوالي 400 آخرين في كل يوم، وتحويل كل فلسطيني في غزة إلى مشروع شهيد، إذن من هو المجرم والعدو؟.
من الواضح أن حاملي رايات الدفاع عن أهل غزة، في مظاهرات الأرض المحتلة في تل أبيب، تحولوا إلى قنابل وبنادق في ظهر أهل غزة لجهلهم بجرائم الصهاينة والأمريكان ضد المدنيين في القطاع، وذلك عن جهل أو على الأحرى بصدق وترتيب مع العدو لحماية مصالحهم.
وإليهم جرائم المحتل الحقيقي، فقد اسقط على سكان غزة 110 آلاف طن من القنابل والمتفجرات الأمريكية الصنع وبالمجان على سكان غزة، ونصيب كل طفل وامرأة ورجل منها 56 كيلو جراما، أليس الصهاينة هم من منعوا الوقود والمحروقات والغذاء عن فلسطيني غزة، لتجويعهم وقتلهم، وهم من منعوا وصول الأمصال لمدة شهور لتقل الأطفال والرضع، والخدج، أليس الصهاينة هم من دمروا المستشفيات.
أيها المتظاهرون كنت أظن أن بعضكم لدية عقل، فلماذا لا توجهون مظاهراتكم ضد الحكومة الصهيونية المتطرفة، وسفارات الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأخرى الداعمة للصهاينة، يبدوا أنكم اخترتم الطريق الخطأ بالتظاهر ضد مصر ممثلة في السفارة المصرية في تل أبيب.
ألم تعلموا أن حكومة الإرهابي الذي رعا تظاهراتكم توسعت جرائمه خلال أربعة أشهر ونصف الشهر، وأعطى أوامر بقتل ما يقارب 10 آلاف شهيد و35 ألف مصاب، وتحديدا بعد خرق الهدنة في منتصف مارس 2025.
أليس هذا العدو الذي تعيشون تحت حمايته، وتوفرون له غطاء الدعم وتقنين جرائمه، هو الذي استغل طوابير الباحثين عن لقيمات تسد رمقهم، ليصبحوا هدفاً لقنابلهم، وبمشاركة أمريكية واضحة ومفضوحة، ليستشهد نحو 1500 فلسطينياً، وإصابة ما يقارب 10 آلاف آخرين من ضحايا "لقمة العيش".
أدركوا يا حمقى أن قوات الاحتلال هي من تسببت في الوضع الإنساني الكارثي في غزة كلها، باستخدام سلاح التجويع بشهادة منظمات دولية، مثل " منظمة هيومان رايتس ووتش"، والذي اعتبرته جريمة حرب، بل تعمدت تعطيل وعرقلة لأي اتفاق، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، بل قامت باستخدام آلية توزيع المساعدات في غزة، وتحويلها إلى مذابح لارتكاب جرائم لتصبح المساعدات "حمامات دم و"مصائد للموت."
يبدوا أن هؤلاء المتظاهرين لا يدركون أن الجرائم متعددة، وعلى الهواء مباشرة، فقد وقعت جرائم الإبادة، وفي "مصائد البحث عن لقمة عيش"، خلال زيارات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف" لمراكز توزيع المساعدات الإنسانية في رفح جنوبي قطاع غزة، وآخرها خلال زيارته قبل أيام بصحبة السفير الأميركي في إسرائيل "مايك هاكابي"، وذلك بشهادة، الأمم المتحدة، والتي وجهت إليها اللوم بشأن المسؤولية عن سقوط شهداء في القطاع.
وهذا التزامن أعتقد أنه مرتب بدقة، وهو أن يلعب "اخوان عرب 48" مع عناصر إخوانية، أخرى في غزة نفسها، دورا معادياً لمصر ودون دراسة مخاطره، وهو ما يرفضه الشعب المصري، والعديد من الشعوب العربية، وهو ما يمثل خطراً على الموقف من حالة الدفاع والدعم والمتضرر الأساسي من كل هذا وهم المدنيين في غزة.
أعتقد أن كل الأطراف في مصر على قدر كبير من الوعي، من دعم أهل غزة، بعيداً عن أفعال فئة لا تعرف أين تضع أقدمها، وتُشرعن حرب الإبادة والتطهير العرقي الصهيوني، .. والتاريخ لا ينسى، بل سجله سيبقى شاهداً، على كل الجرائم، والداعمين لها.
-----------------------------
بقلم: محمود الحضري